اللغة العربية إسلامية لا قومية

عفوا يا صاحب القفص خطأ الغير لا يبرر الوقوع في مثله ..
قرأت مقالك وكلي قشعريرة وأسى وحزن على ما أصاب هذه الأمة من التفرق والتشرذم والتقاطع والتدابر ..
عزيزي صاحب القفص أقسم بالله العظيم أنه لولا لغة القرآن لما سطرت أناملي هذه الكلمات ..
عزيزي صاحب القفص اربأ بنفسك من أن تخطئ لأجل خطأ الغير .. اللغة العربية لغة الإسلام لا لغة قومية بها نزل القرآن الكريم ومن أهلها بعث المصطفى صلى الله عليه وسلم .. إن كنت متهجما على شيء فتهجم على من أخرجنا من أخوة الدين إلى التقوقع والانزواء خلف القوميات المقيتة
تأمل معي موقف النبي صلى الله عليه وسلم عندما فتح مكة ما ذا قال وماذا فعل بأولائك القوم الذين أخرجوه وحاربوه لا بل حاولوا قتله ..
قال : يا معشر قريش ما تظنون أني فاعل بكم قالوا خيرا أخ كريم وابن أخ كريم !!!
قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء .. يا معشر قريش إن الله أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء الناس من آدم وآدم من تراب - ثم تأمل ماذا قال بعد ذلك - لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى ..
هذا بالنسبة إلى الأشخاص لا فضل لأحد مهما بلغ على غيره عند الله سبحانه وتعالى إلا بالتقوى ..
أما بالنسبة إلى اللغات فكلها من خلق الله تعالى وآياته الدالة عليه سبحانه وتعالى خلق الناس شعوبا وقبائل وجعل لكل شعب وقبيل ما يتخاطبون به فيما بينهم وكل أمة تدعي أن لها من المآثر ما تعتز به دون غيرها لكن الميزان الحقيقي هو الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه إلى قريش التي يحترمها العرب جميعا ويقدمونها عليهم ..
ومع هذا فإن للغة العربية مكانة خاصة من بين جميع تلك اللغات وذلك لأن الله سبحانه وتعالى اختارها من بين سائر اللغات لينزل بها كتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ولأن الله سبحانه وتعالى اختارها للرسالة العامة الخالدة إلى يوم الدين فإن الرسالات السابقة كانت لأمم معينة دون غيرها وعندما أراد الله سبحانه ختم الرسالات وإقامة الحجة على الناس كافة أنزل كتابه بلسان عربي مبين

وللمناسبة فإن القرآن الكريم مهما تجمع له الخطباء والبلغاء من أقطار المعمورة لينقلوه بمعناه الحرفي من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى ما وجدوا سبيلا إلى ذلك على الوجه الذي هو عليه في العربية لذلك وجب على المسلمين غير الناطقين بالعربية تعلمها ليفهموا الدين من كتاب الله لا ما ينقله إليهم المترجمون ولو وجدوا سبيلا إلى ذلك لما انتقلوا من الأسهل الذي هو نقل القرآن إلى اللغات الأخرى بدل تعيلم العربية لكل داخل في الإسلام .. فتقرر إذن انتقال حرمة الكتاب العزيز وتعظيمه إلى اللغة التي أنزل بها لارتباطهما الوثيق , وعليه فإن كل من غض أو استهان باللغة العربية فاليراجع إيمانه مراجعة دقيقة .

ثم نرجع إلى التطبيل للقوميات أيا كانت عربية أو أمازيغية أو تركية أو غيرها لا نقره كما لا يقره الإسلام وهو مكيدة عظيمة من أعداء الدين لقصد هدم الدين ولا أظن أنه يخفى على أدنى مثقف كيف استطاعت الدول الأروبية الققضاء على الخلافة العثمانية في تركيا .

أيها القراء الأعزاء والله إن أعداء الدين ليحسدونكم على هذه النعمة العظيمة ألا وهي نعمة الدين يغيظهم توجه المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إلى بيت الله الحرام كل يوم خمس مرات لأداء الصلوات المفروضة يغيظهم أن يتحد المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها على لسان واحد كما يغيظهم أن يتقوى المسلمون ببعضهم فيتحدوا على راية واحدة .

ما علا قتنا برمسيس والفراعنة حتى نجعل منهم فيلة تطأ ديكة العرب ودجاجاتها !

يا سبحان الله إلى هذا الحد نستهزئ بالمؤذنين ونرفع من شأن المعابد الكفرية ونعتز بالجاهليات الفرعونية والآشورية والفينقية وغيرها ..

كذبة كذبت علينا فصدقناها متى تعادينا في ظل الإسلام ؟! متى صار بعضنا ضدا للبعض الآخر في ظل الأخوة الإسلامية ؟!

قال تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ... ) هذا هو المنهج الإسلامي الرفيع لا عروبية ولا أمازيغية بل أخوة إسلامية ومن حاد عنها فاليعلم أنه حاد عن المنهج الإسلامي القويم ..

وأرفع صوتي قائلا : أنا عربي وأحب العرب الذين يؤمنون بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ونبيا كما أحب الإنجليز الذين يؤمنون بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ونبيا كما أحب الأمازيغ الذين يؤمنون بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ونبيا ومن ليس كذلك فلا .

إنا لله وإنا إليه راجعون