ممارسة الدولة لإنشاء السدود وما يترتب علي ذلك من سلبيات الشمال.

بسم الله الرحمن الرحيم
إنشاء السدود هي مسألة تمارسها جميع الدول واللاتي تطلن علي الأنهار والبحيرات ، ولكن الدول تختلف في ممارساته لإنشاء السدود وتنشئ معظم الدول السدود لغرض إفادة جماهيرها من الطاقة التي ستنتج من هذا الفعل أو لكي ينتفع السكان من صرف مياه هذه السدود إلي ما هو أصلح وأنفع وأفيد لهم من أن تكون الماء جارية طبيعية ، ولم يتوقع يوم من الأيام أن تقوم دولة ما بإنشاء السد أو سدود لغرض تهميش بعض من رعاياها أو لغرض جعل جزء منها يابسا وقاحلا أو جعل جزء من الدولة لا يصلح لان يسكن ولا ليزرع وغير ذلك من أهداف الدولة الخفية وحتى المعلن منها.

سد مركلة :
مركلة مدينة صغيرة تقع بين العاصمة وتمبكتوا وعلي بعد 450 كيلوا متر من العاصمة شمال شرقي ، وعلي بعد 500 كيلوا متر لمدينة تمبكتوا جنوب غرب.
مدينة مركلة : أنشأت فيها دولة مالي أكبر سد وأقوي سد في جميع انحناء مالي وكلف إنشاء هذا السد حكومة مالي الشيء الكثير من الماديات وحتى فقدت في إنشاء هذا السد أرواح هائلة.
وبعد إنشاء هذا السد أحكمت الحكومة قبضتها علي السد، وجعلت لا تسمح بمرور الماء إلي الشمال، وتترك حكومة مالي كل سنة من الماء قدر معين ومحدد، وبدأت تصرف الماء إلي جهات أخرى وتزرع وتلعب كيفما شاءت وكيفما بدأ لها حلاوة اللعبة، بينما يحترق الشمال من الجفاف لأجل انقطاع الماء، وتوقف معظم المزارعين عن الزراعة وهيمن الجفاف وأصبح كل شي يابس وجاف بأمر ربه.
سد مركلة لم يشأ صدفة وإنما أنشأ لأجل إيقاف الحياة عن الشمال ولآجل تهجير الشماليين ولآجل إفقارهم إلي الجنوب ، وكما أنه أنشأ أيضا لآجل أن يستفيد منه الجنوبيين ويتضرر الشماليين، وهذا أمر مشهود إذ تعود جميع منافع هذا السد إلي الجنوبيين فقط بينما يتضرر الشماليين.

وهذا الآمر غريب أن تمارسه الدولة ضد شعبها ولكن ليس غريب أن يمارس بين الدول كما فعلت إسرائيل لسوريا وكما تهدد إثيوبيا مصر والسودان لقطع النيل عنهما .
ولعل يأتي يوم توقف حكومة مالي مياه نهر النيجر عن دولة نيجر.
وبالمناسبة نذكركم بشي مهم جدا : السنة الماضية أعاد السيد الزعيم معمر الغذافي فتح قناة كبري إحدى مجار الماء الرئيسية في الشمال والتي انسدت لآجل توقف الماء؛ لان الحكومة لا تسمح بمرور الماء إلي الشمال
وكلف إعادة فتح هذه القناة ليبيا أموال هائلة والشكر والتقدير لجماهيرية العظمي وللسيد قائد الثورة.
والعجيب من الآمر هو أن حكومة تمنع أحيانا تصدير الأرز والدخن إلي الشمال
والشاهد في ذلك هو فعل حكومة مالي في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي إذ منعت تصدير الأرز والدخن إلي الشمال وهذا ما يثبت أن الحكومة تعتبر الشمال دولة مستقلة عنها وإلي كيف يمكن أن تمنع الدولة تصدير الأرز والدخن إلي جزء منها !!!
يحق للشعب الأزوادي أن يتظاهر ضد ممارسات الحكومة وضد إقامة السدود .
سد مركلة خطر علي الشمال عموما