الاثنين، ٥ ربيع الأول ١٤٣٠ هـ

الصحراء الكبرى: خطف الأجانب يعبّد الطريق أمام "أفريكوم"

نيامي- العرب اونلاين: بالتوازي مع الجهود التي تبذلها دول إقليمية لنزع فتائل النزاعات المسلّحة وفرض الاستقرار بمنطقة الصحراء الكبرى وقطع الطريق على محاولات التدخل الخارجي لا سيما محاولات الولايات المتحدة زرع جسم أمني غريب تحت مسمى "أفريكوم".. بالتوازي مع ذلك تستجد بين الحين والآخر أحداث تنقض ذلك الجهد وتعسّر مهمة القائمين به.


وبفارق زمني بسيط عن إعلان متمردين طوارق بمالي ينتسبون إلى "التحالف من أجل الديمقراطية والتغيير" تسليم كمية هامة من أسلحتهم للحكومة ومشاركتها عملية سلام، جاء إعلان "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي" خطف ديبلوماسيين وسياح غربيين في النيجر.

وكان متحدّث باسم التنظيم أعلن في تسجيل صوتي بثته إحدى الفضائيات العربية خطف ديبلوماسيين كنديين اثنين وأربعة سياح أوروبيين.

ووصف المدعو "صلاح أبو محمد" في التسجيل ذاته عمليتي الخطف بـ"النوعيتين".
وكان أعلن منتصف كانون الاول/ديسمبر الماضي اختفاء المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى النيجر روبرت فولر وزميله لويس غاي إضافة الى سائقهما النيجري سومانا مكيلي في غرب نيامي.

وكان الديبلوماسيان يقومان بزيارة خاصة الى منجم ذهب تشغله شركة كندية.

كما أعلن أيضا اختطاف أربعة سياح اوروبيين في 22 كانون الثاني/يناير الماضي، في المنطقة الحدودية بين مالي والنيجر.

ويؤكد الإعلان الأخير لـ"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي" شكوكا ساورت المسؤولين في النيجر ومالي ألقوا مسؤولية اختفاء الأشخاص المذكورين على التنظيم.

وكان رئيس النيجر محمد تانجا قال في وقت سابق إن التحقيقات تشير إلى أن "إرهابيين" خطفوا المبعوث الكندي لدى الأمم المتحدة روبرت فاولر ومعاونه لويس جاي.

وقال مصدر عسكري رفيع في دولة مالي يشارك في التحقيق بشأن خطف السياح الأربعة في شمال مالي إن "القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي" هي التي تحتجزهم على الأرجح.

ويشير مراقبون إلى الأضرار الاقتصادية البالغة التي تلحقها أعمال الخطف بالبلدين الفقيرين مالي والنيجر لجهة تقليصها من عدد السياح الغربيين الذين يتوجهون إليهما، كما تسبب نفور أصحاب الرساميل الأجانب من توظيف أموالهم بمشاريع بالبلدين من شأنها أن تساعد على تنشيط اقتصادهما الهش وتحد من أرقام الفقر والبطالة الفلكيين.

ويتجاوز آخرون تلك الأضرار المباشرة إلى التبعات الاستراتيجية الممكنة لتلك الأعمال على مجمل المنطقة بما فيها دول المغرب العربي، حيث ترجّح أعمال الخطف طروحات غربية -وأمريكية بالأساس- تريد أن تثبت أن منطقة الفاصل الصحراوي الكبير بين شمال القارة الإفريقية وجنوبها، إضافة إلى المنطقة المطلة منها على المحيط الأطلسي، هي منطقة فراغ أمني تساهم في زعزعة استقرار القارة بمجملها وخصوصا الشريط المطل على البحر المتوسط، ومن ثم التشريع لتدخل أمريكي بذريعة مقاومة الإرهاب وحفظ الاستقرار.

وكانت الولايات المتحدة اقترحت تركيز قيادة عسكرية بالمنطقة تحمل اسم "أفريكوم" لاقت اعتراضا من دول في المنطقة لاسيما ليبيا التي بذلت جهودا لفض نزاعات في المنطقة أفضت إلى إحراز تقدم خصوصا في ملف نزاع الطوارق مع حكومتي مالي والنيجر.

وسبق لإبراهيم باهانغا أحد قادة التمرد في شمال مالي أن أعلن في فترة سابقة من العام الماضي رسميا تسليم ملف قضية الطوارق التي يقاتل من أجلها إلى ليبيا، وكذلك كافة الأسرى من الجيش المالي.
صحفي أزوادي : علي الأنصاري

0 شــارك بـرأيــك:

:)) ;)) ;;) :D ;) :p :(( :) :( :X =(( :-o :-/ :-* :| 8-} :)] ~x( :-t b-( :-L x( =))

إرسال تعليق

 

blogger templates | Make Money Online