الأربعاء، ١٢ ربيع الآخر ١٤٣٠ هـ

المواجهة الفكرية والأيديولوجية

الهجمة الفكرية والأيديولوجية واضحة جدا في أسلوب المعسكر العسكريين الجنوبيين في كل من دولة مالي والنيجر على حد سواء إذ وحدت الحكومة المالية هجمتها العسكرية مع هجومها الأيديولوجي والفكري على قدم وساق.

لم تبدأ جيوش دولة مالي في التوافد إلي الشمال حتى بدأ مفكريها في وصف الشمال وأهله بالأوصاف الشنيعة شبه المعتاد وحتى كتب كتاب الجنوبيين أسوأ ما يمكن كتابته على مجرم أو سارق وليس ما ينبغي كتابه على مناضل يفرق بين الرجل والجندي ويتجاوز المرأة والطفل ، بل أصر مفكري الجنوب على أن يجعلوا القارئ يتخيل أن المناضلين الأزواديين أسوأ من هذه الأصناف المذكورة سابقا.
وفي المقابل بقيت الساحة الأزوادية شبه خالية من السلاح الفكري والأيديولوجي، وربما سبب ذلك هو قلة الكتاب والمفكرين الأزواديين ولكنى أرجح عكس ذلك إذ أرمي هذا الخلل في عدم شعور أو استشعار المفكرين والكتاب بالمسؤولية تجاه قضيتهم ولعل سبب ذلك أيضا هو الاختراق الداخلي الذي لعبت فيه دولة مالي والنيجر دور رئيسي وأساسي إذ تقف هاتان الدولتان خلف هذه الانشقاقات وعدم التوحد، ومما يبرهن ذلك هو افتخار رئيس دولة مالي في إذاعة فرنسا الدولية بإنشاء مليشيات طارقية وحسانية ضد المناضلين الأزواديين.
والعالم بأسره يعرف خطورة الحرب الفكري والأيديولوجي بل بعض الدول تقوم بطلب اعتذار من الدول التي أسأت لأيديولوجيتها أو أرادت غزوها فكريا .
من كثرة ما تغزو أجهزة الحكومة المختلفة المتوالية على السلطة الشمال شاعت بعض المصطلحات التي تسيء إلي المواطن الأزوادي وتلك المصطلحات مغزاها سلب الرجولة من الأزوادي أو تشكيك فيه بأية حال من الأحوال، وهذه المصطلحات تُقال بطريقة شبه عادية وحتى أصبحت تُقال في المسلسلات المالية والنيجرية وتُقال كذلك أحيانا في الإذاعات المحلية باللغات المحلية أعنى لغات أهل الجنوب.
انفلت بعض الكتاب الجنوبيين التابعين للسلطات فكتبوا ترهات في الصحف المقروءة والصحف الإلكترونية ووصفوا الطوارق أحيانا بما لا يمكن للقلم واحده أن يكتبه ووصفوا أحايين أخرى بنفس الأوصاف أو أشدها الحسانيين وأججوا فتنة العبودية مرات أخرى، وأكثر من ذلك قالوا قولة باطلة إذ روج بعضهم فكرة أن الأزواديين ليسوا مواطنون بل محتلون أي جاءوا لاحتلال دولة مالي ونهب ثرواتها ( ورجعوا هذا إلى ما قبل 10 قرون تقريبا).
وأنا شخصيا أرجع جميع الإخفاقات إلى عدم جاهزيتنا وعدم استعدادنا للمواجهة الفكرية و الحرب الأيديولوجية قبل الخوض في أية معرة مع أي طرف كان، إذ قد لا يكون السلاح واحده كاف لتحقيق النجاحات المرجوة وإن كان السلاح لابد منه ، لاستحالة بقاء أمة من الأمم بدون سلاح يحميها.
المواجهة الفكرية والأيديولوجية ميدان واسع ويتسع للجميع ويتدخل في كل الجوانب ثقافية كانت أم اجتماعية أو غيرهما



1 شــارك بـرأيــك:

غير معرف يقول...

ههههههههه الحنين الى الوطن نعم نحن نحنوا لوطننا ازواد في قلوبنا الى لابد

:)) ;)) ;;) :D ;) :p :(( :) :( :X =(( :-o :-/ :-* :| 8-} :)] ~x( :-t b-( :-L x( =))

إرسال تعليق

 

blogger templates | Make Money Online