الثلاثاء، ٢٧ أكتوبر ٢٠٠٩

طريق من نختار: مانودياك أم ممادو طنجا؟

ببقلم المناضل: يدير شكري (مدينة زاكورة ـالمغرب) .
شهدت الساحة الطوارقية في السنوات الأخيرة مجموعة من التطورات والأحداث المتلاحقة من بينها ما يسمى إتفاقيات السلام التي وقعت بين بعض الحركات المسلحة الطوارقية و نضام بماكو ونيامي وسط تمسك الحركات المقاتلة الأخرى بالكفاح المسلح (حركة السيد إبراهيم أغ بهنكا)،كما شهدت أيضا الساحة ما يسمى الحرب على القاعدة وعقود استغلال اليورانيوم والنفط. أمام كل هذه التطورات وقف أمة الطوارق ممزقة وتحققت أحلام بعض الطوارق وتبخرت أحلام البعض الأخر.لكن هل حقق الطوارق حلم رمزهم الخالد (مانو دياك) الذي أعطى كل ما لديه من أجل حرية أمة (كل تماشق - إماجغن) ؟ فقد عمل هذا القائد (رحمه الله) على إيصال صوت الرجال الزرق إلى العالم بأسره وأكد للعالم أن شعب الطوارق ليس أسطورة يقرأها الأطفال في المدارس بل شعب حي يعيش فوق رمال الصحراء الكبرى .

لم يكن رحمه الله يتاجر بقضية شعبه ولم يكن يحلم بكرسي خشبي أما الرئيس المتخلف(ممادو تانجا) لكي تلتقط له الصور التذكارية كما يفعل بعض زعماء الطوارق!!! (سامحهم الله) ،بل كان حلمه الوحيد أن يعيش شعب الطوارق حرا كما كان أجداده قبل دخول الإستعمار الفرنسي. فمانودياك إختار طريق الحرية والإستقلال ،طريق وحدة الأمة ليس تمزقها.كان حلمه أن يحرر الجمل والإنسان الطارقي من قيود التجوال في الصحراء. فالرجل الملثم لا يستحمل أن تستوقفه رجل عسكري مالي أو نيجري ويقول له:من أنت؟ من أين أتيت؟ أين جواز سفرك؟ هذه الأسئلة المذلة لا توجد في قاموس الطارقي وكل مايعرفه أن الصحراء كلها مملكته أينما حل وارتحل. هذا هوحلم القائد العظيم مانو دياك رحمه الله وكانت أفكار هذا الزعيم الكابوس المزعج للنوم الهنيئ لديكتاتور نيامي وبماكو.
لكن السؤال الذي أطرحه على نفسي ويطرحه كل طارقي هو :
أين مكان مانو دياك في فكر الطوارق؟
فليسأل كل طارقي نفسه هذا السؤال ويجيب على نفسه .
العديد من مناضلي ومقاتلي حركات المقاومة الطوارقية تخلت عن طريق مانو دياك وسلمت السلاح بضغط من جهات خارجية معروفة للعلن واختار هؤلاء المقاتلون والقادة أن يحرسوا أبنية حكومة نيامي وبماكو بدلا من خيام نساء وأطفال (كل تماشق - ئماجغن) كما فضل بعضهم أن يكون كرسيه قريبا من كرسي الرئيس (الجلاد) ويقول للرئيس:سيدي الرئيس أنا ممثل الطوارق جئتك راضيا ومرضيا. أستغرب كيف يمكن هذا وإخوانهم يقتلون يوما بعد يوم من طرف عصابات(غنداكوي) وثروات اليورانيوم والنفط تدرأموالا طائلة على حاشية (تانجا)و(توماني توري)؟
لكن سيتأكد هولاء أن الحرية أغلى من المنصب الحكومي أو العسكري عندما يحسون بنقصان المواطنة ويقال عنهم أنهم بدو غرباء أتوا من الشمال.
في ذلك الحين لم يبقى لا سلاح ولا شيئ للمقاومة.
لكن والحمد لله مازال هناك مناضلون ،مقاتلون،مفكرون ،علماء ورجال شرفاء للأمة الطوارقية سبيلهم سبيل الحرية والعزة ل(كل تماشك) ،طريق الشهيد مانو دياك ،طريق الحقوق الكاملة وليس أنصاف الحلول.
ومن جهتي كأمازيغي من جنوب شرق المغرب (زاكورة) أحي المناضلين والمقاتلين الطوارق المرابطين في الصحراء الذي أعطوا تضحياتهم ودمائهم في سبيل أمة مانو دياك وتين هنان .تحية إجلال وإكرام للمثقفين المناضلين الطوارق في الخارج وكذا إلى الفرق الموسيقية الطوارقية المناضلة(تناروين،تراكفت،تموست.....).
قال الشهيد مانو دياك :ًولدت والرمل في عينيً.

2 شــارك بـرأيــك:

غير معرف يقول...

Bon courage Yidir tu as un excellent style journalistique.
Meqran

غير معرف يقول...

تحية للاخ يدير
فعلا لقد كتب مقالة رائعة بمعنى الكلمة
وتحية لكل المناضلين
ازول فلاك

:)) ;)) ;;) :D ;) :p :(( :) :( :X =(( :-o :-/ :-* :| 8-} :)] ~x( :-t b-( :-L x( =))

إرسال تعليق

 

blogger templates | Make Money Online