الثلاثاء، ٢١ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

أمغار اليوم :رمز المقاومة أم أداة الأنظمة الديكتاتورية؟

بقلم المناضل : يدير شكري/زاكورة/المغرب
تتكون كل شعوب العالم كما هو معلوم من قبيلة أو عدة قبائل يقودها زعيم أو قائد يختاره الشعب للسهر على مصالح هذا الشعب وأمنه القومي.
الأمازيغ ،باعتبارهم شعب شمال إفريقيا الأصيل ،يتكون بدوره من عدة قبائل . نجد على رأس كل قبيلة زعيم أو قائد يعرف عند جميع الأمازيغ ب(أمغار) وتعني في اللغة الأمازيغية كبير القبيلة وزعيمها،وهو الذي يسهر على قيادة الأمة والحفاظ على مصالحها الثقافية،السياسية،الإجتماعية،الإقتصادية والتربوية.
نستنتج إذن أنه ليس من السهل على أي فرد من الشعب تولي مكانة (أمغار)لما لهذه المكانة من مسؤوليات جسيمة تتطلب توفر الشخص على المسؤولية ،الروح الوطنية،،الخبرة السياسية العسكرية والدراية بشؤون القبيلة أو الشعب.

فتاريخنا حافل بالزعماء(إمغارن) الذين أبانوا عن قيادتهم الحكيمة وجسامة المسؤولية التي يحملها من يتوج أمغارا. بالنسبة لهؤلاء أن تكون (أمغار) يعني أن تكون أمازيغيا فكرا وليس شكلا كشيوخ عصرنا. فهذا (أمغارنا) ماسينيسا،يوجرتن،وتكفاريناس خير دليل على مكانة أمغار التاريخية ودور هؤلاء الرجال الأبطال في مقاومة كل ن سولت له نفسه المساس بأي بر من أرض (تمازغا) ،وكل من حاول تدمير حضارتنا وهويتنا الأمازيغية.

فكانوا لنا رمز القيادة والبطولة والوطنية الحقة لأمغار الأمة الأمازيغية على طول شمال إفريقيا،كما كانوا رمزالمقاومة الأمازيغية لكل غزاة شمال إفريقيا من الفنيقين،الرومان،الوندال،البزنطيين و العرب القومجيين...

لم يكن زعماء أمتنا تهمهم السلطة،بقدر ما كان همهم الوحيد أن يعيش الإنسان الأمازيغي حرا ،معززا ومكرما فوق أرضه ويمارس ثقافته ويبني حضارته في أمن وسلام.
ومسار تاريخنا لم توقف عن إنجاب الزعماء وآلأبطال(إمغارن)،بل أنجب لنا رموزا شجاعة من أمثال الزعيم (كسيلة) والقائدة الباسلة(تهيا) زعيمة قبائل الأ وراس بالجزائر التي تذكرنا بقوة المرأة الأمازيغية ودورها عن حرمة أرض الأمازيغ وكرامتهم ضد الغزاة العرب.

عى نفس المنوال سار زعماء القبائل الأمازيغية في مقاومة الإستعمار الأروبي ،ونذكر على سبيل المثال لا الحصر زعيمة المقاومة الطارقية(تين هينان) رمز المقاومة لدى (إماجغن) الصحراء الكبرى. كما نجد المغربي أمغار قبائل أيت عطا(عسو أبسلام) وأمغار قبائل الريف(محند عبد الكريم الخطابي) و أمغار قبائل زيان(موحا أحمو الزياني)....واللائحة طويلة. هؤلاء الزعماء شرفوا الأمة وضحوا بالغالي والنفيس من أجل عزة الأمازيغ.

والسؤال الذي نطرحه هو ما دور أمغار في عصرنا هذا؟؟

في زمننا، اليوم يعيش أمغار أنفاسه الأخيرة وتتدهور مكانته ورمزيته التاريخية وذلك يرجع إلى تفكك القبائل الأمازيغية وخضوعها للإستلاب الثقافي من طرف القومية العروبية وورثة الإستعمار الفرنسي .

فأمغار اليوم أصبح ممثل الأ نطمة القومجية والديكتاتورية الحاكمة وهو جهز استخبارتها المحلي الذي تراقب به الدولة تحرك أفراد الشعب بدلا من الدفاع عن مصالح الشعب. لقد أصبح أمغار اليوم موظفا من موظفي الدولة، ويتقاضى أجرته الشهرية ويستفيد من عدة امتيازات وذللك بمقابل إخضاع القبيلة لثقافة وإيديولوجية المخزن الحاكم.

فما يقوم به أمغارالقبائل في المغرب،الجزائر،ليبيا،تونس،مالي والنيجر هو إخضاع الشباب الثوار على سياسة التهميش والإقصاء و الإبلاغ عن تحركات المناضلين والطلبة الأمازيغ التنويريين إلى سلطات الأنظمة الحاكمة على الشعب الأمازيغي، فبهذا يجعل أمغار أداة المخزن ووريث عرشه على القبائل وينتخب في غالب الأحيان بمباركة أجهزة الإستخبارات.

فبدلا من أن يثور هؤلاء ضد تهميش الأمازيغ سياسيا وثقافيا وبدلا من أن يثوروا في مالي والنيجرضد تقتيل الطوارق العزل، إغتصاب النساء،وتجويع الأطفال من طرف عصابات بماكو ونيامي وعسكرييهما العنصريان،بدلا من هذا تراهم في مقدمة مواكب صاحب الجلالة والفخامة والعظامة والجبروت،يصفقون ويهللون ويهتفون بحياة من لا يسخى عليهم بالمال . يفعلون كل هذه الأفعال المذلة والمنحطة وأبناء قبائلهم يموتون كل دقيقة في صحراء لا ماء ولا خبز ولا دواء وفي جبال الأطلس حيث يموت الأمازيغ بالبرد ..فأصبحوا اليوم رموز الإستسلام والخيانة والتواطئ لأنهم اختاروا تمثيل الدولة وليس الشعب الأمازيغي.

فما البديل إذن يا ترى؟

لا بديل للأمة الأمازيغية إلا الشباب الأحرار،المناضلين الشرفاء الذين حملوا شعلة الهوية وفكرها الحرفي دمائهم وليس لأغراض سياسية وخبزوية.

كخلاصة،لا مستقبل لأمتنا الأمازيغية ما دمنا لم نحمل فكر أجدادنا الشهداء

yadyr21@hotmail.com

0 شــارك بـرأيــك:

:)) ;)) ;;) :D ;) :p :(( :) :( :X =(( :-o :-/ :-* :| 8-} :)] ~x( :-t b-( :-L x( =))

إرسال تعليق

 

blogger templates | Make Money Online