Zddou zبقلم المناضل :
المشاهد عن بعد للمدرسة المغربية والقارئ للنصوص و المذكرات التي تنظم الشؤون داخلها يخالها تجاوزت ديكتاتوريتها المعهودة وخرجت من قوقعتها المتحجرة. لتصبح روضة منفتحة تمنح فيها الحقوق للمواد المنبوذة و اللغات المفترسة .
هذه المواد و اللغات وكلت مهمة تعهدها و رعايتها إلى أطر و أشخاص يحسبهم صاحبنا المشاهد أناسا صقلوا بالعلم و المعرفة ،وهذبوا بالأدب و الإحترام والمروءة،وفقهوا في الحقوق و نبذ الظلم .
لكن هيهات هيهات فالداني من تلك الروضة سرعان ما تنمحي في ذهنه تدريجيا تلك الصورة الجميلة البراقة،لتتراءى له غابة تستوطنها الضواري و المفترسات و يملأها الجور و الظلم.
فكما فاجأنا ذات صباح مشرق،ذلك الخبر المفرح – كما كان يبدو- بإدماج تـمازيغت في المنظومة التعليمية ،فكثر الحديث عن هذا الخبر وتناقلته الألسن ووسائل الإعلام بين قائل أن تمازيغت تنصف أخيرا و يؤخد بيدها لتخرج من براثن الجور و الإضطهاد اللذان ما فتئا يلازمانها لعصور، وآخر يقول إن القرار خطوة جادة لبناء وطن الديموقراطية و المساواة .
ومنذ الأمس فوجئنا ونفاجأ حتى اليوم –في الحقيقة لم أتفاجأ-بتصرفات و سلوكات و مواقف خطيرة لأولئك الأشخاص العلماء و الفقهاء الحقوقيين ...لا تمث حتى للظلم بصلة فما بالك أن تكون لها أية علاقة ، ولو غير شرعية ، بالحق و العدل.
فهذا أستاذ يشمئز حتى من سماع إسم تمازيغت ،وآخر يتعداه إلى الإمتناع حتى عن إدراجها في استعمال الزمن،و آخر يتجاوزهما إلى حد السب و الشتم : سب كل من تضلع في ذلك القرار المشؤوم بزعمه ( قرار الإدماج ) وشتم كل من ساهم في التنظير لهذه اللغة وساعد في ذلك . فهي حسب زعمه لا تعتبر لغة ولا تحمل ثقافة ولا حضارة ...بل مجرد خرافات و تقاليد تافهة و عادات ساقطة أريد من إدماجها إثارة البلبلة و الفتنة.و أحيانا يبلغ به العداء حد التعبير عن رفضه تعليمها لأبنائه بل و يحاول جاهدا إقناع الأساتذة الأخرين بعدم جدواها و عدم تدريسها ،ويتجرأ أحيانا ليقول لك أن القانون يمنع إستعمالها في التدريس بهدف تيسير الفهم كما يمنع كتابة تاريخها على السبورة ....
و الغريب في الأمر ان هناك حفنة من هؤلاء حينما يثار نقاش حول تدريس أحد الأساتذة للمادة يسارعون في إستفزازه بقولهم أنهم سيقومون بدورهم بتدريس العبرية ...
وهذان مدير و مفتش لا يتورعان في خلق شتى العراقيل و المعيقات للحلول دون تدريسها، ناهيك عن أن يحملا نفسيهما عناء حث الأساتذة على تدريسها و إيلائها حقها من الإهتمام، فكل أستاذ وطني غيور تسول له نفسه أن يدرسها بعزم و تفان يجد نفسه أمام تلك العراقيل التي قد تصل إلى تفتيشات ظالمة مفبركة تمنح فيها للأستاذ أدنى النقط الممكنة ،وقد تتجاوز ذلك إلى تهديدات شفوية بالمجلس التأديبي...
هنا سأسمح لنفسي بأن أروي لكم آخر نكتة واقعية : أتعلمون أن بعض المفتشين لا يقبلون بتاتا بلقب المراقب التربوي فهم يتشبثون باستماتة عن لقب المفتش ولسان حالهم يقول : لو تكرموا علينا و أضافوا لقب شرطة ليصبحوا مفتشي شرطة الميدان التعليمي.
و أتذكر يوما قدمت فيه وثيقة إلى المدير تتضمن أسفلها لقب المراقب التربوي فأمرني بإزالته و تعويضه بلقب المفتش متعللا بأن المفتشين لا يقبلون ذلك اللقب إطلاقا .
و أولئك مسؤولون يديرون ظهورهم لهذه المادة بكثير من اللامبالاة ولا يتورعون عن عرقلة أي تكوين في هذه المادة إلا ما لم يستطيعوا إليه سبيلا.
فإلى من المشتكى يا أصحاب الضمائر الحية ....
إلى من تشتكي هذه اللغة أمرها ومن ذا الذي يرفع عنها الذل و الجور والكل متآمر.
فهذا متآمر بيده و مكره وهذا بلسانه و قلبه وذاك بصمته و خنوعه...
إلى من سترفع قضيتها و لمن تحكي قصتها و مصيبتها...إلى قريب يتجهمها ؟ أم إلى عدو وكل إليه أمرها؟ أم إلى غيور ضعيف لا يملك لأمره حولا ولا قوة؟؟؟؟
من هذا المنبر أود أن أضم صوتي لصوت كل مناضل حقيقي لنندد بعمق بهذه التصرفات العنصرية الخطيرة لأعداء الوطنية ...و نطالب بإلحاح واستعجال جميع الجهات المسؤولة خصوصا الممثل الرسمي حاليا لهذه المادة (i.r.c.a.m) باستصدار مذكرات زجرية متضمنة لعقوبات ضد كل من ثبتت في حقه هذه السلوكات المستلبة و العنصرية.....
الأحد، ٢٠ ديسمبر ٢٠٠٩
حرب شرشة تتعرض لها tamazivt داخل المنظومة التربوية المغربية
للأمة نخدم ١٧:٠٦
نـخــدم لــلأمــة Educations
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 شــارك بـرأيــك:
إرسال تعليق