لقد توالت الأحداث في شأن القضية الأزوادية خلال الأشهر القليلة الماضية التي من أهمها توقيع اتفاقية السلام المنشود .
حيث سعى قائد فصيل أرابندى السيد / أكليكنن أغ سليمان إلى محاولات لتطبيع السلام من جهته التي بدأت مراسم حرق السلاح مع مطلع الشهر الجاري ، حيث يدعو دول الجوار بالمشاركة في هذه المراسيم لإرساء السلام في المنطقة .
والذي تحتضنه دائرة تيسي الحدودية الواقعة على حدود كل من جمهورية بوركينافاسو وجمهورية النيجر ، فهي عبارة عن مثلث حيوي للدولة المالية خاصة والنيجر وبوركينافاسو عامة ؛ سواء من الناحية الاقتصادية والاجتماعية وحتى الناحية الثقافية وذلك لتلاحم أهالي المنطقة في هذه النقاط فكأنهم شعب لدولة واحدة .
ورغم هذه الحشود المتتالية على منطقة تيسي من كل الأنحاء فإن الحكومة المالية لم ترعي اهتماما لذلك ، فلم يلاحظ وجودها الرسمي على الساحة حتى الآن ، وكأن الحدث خارج حدودها ، بل وكأنها ليست طرفا رئيسيا في هذه القضية .
ولكن الجدير بالذكر هو تلك الأنباء المتضاربة بأن الكولونيل/ الهجي أغ آمو والسيد / السغيد أغ إنبركون نائب في البرلمان وأتباعهم في المنطقة ، والتي تقول : ( أن السلطات المالية قامت بإرسال وفد مصغر للمشاركة في مهرجان السلام القائم في دائرة تيسي في إقليم غاوو ، وقام المذكورين بملاحقة الوفد ومن ثم منعه من مواصلة سيره بزعم عدم وجود الأمن في المنطقة ) وبمعنى آخر أن هذا المهرجان عبارة عن فخ منصوب للسلطات المالية ـ لبث الخوف في نفوس ذلك الوفد .
قد يتساءل القارئ الفاضل ما هو السبب .. ؟ ولماذا .. ؟؟ هذا غير صحيح .. إلى غير ذلك من التساؤلات العقلية والمنطقية، ولكن إذا عرف السبب بطل العجب . فهناك أسباب من خلالها يتضح بعض من ملامح الصورة الغائمة في تلك الأحداث :
أولا : تعرفون ما معنى : الكولونيل .. والنائب في البرلمان.. يعني هذا موطن الغرور والنفوذ ولاسيما أن المنطقة بزعمهم تحت سيطرتهم فليس لأحد الحق في حمل السلاح فضلا عن إبرام اتفاقية لأجل السلام وتنمية المنطقة دون اللجوء إليهم ، وطرق أبواب مكاتبهم وتقديم معاريض تناشدهم وتتوسل إليهم .
ثانيا : هناك أشياء لابد أن نتعرض لها وهي : من هو ؟و من هما ؟ أعني من هو قائد الفصيل في أربندى بالمقارنة مع الكولونيل والنائب البرلماني ؟ إنه زعيم عشائر إمددغن وابن زعيمهم شيء لا يختلف فيه إثنان من أهالي المنطقة ولكن من هما الكولونيل والنائب .. ؟ ليس لهم تعريف إن تجاوزنا اللقبين المذكورين .. نعم بالنسبة للسلطات المالية فهم قادة ومعنيون في الحكومة .. ولكن بالنسبة للمنطقة فلا ذكر لهم إن لم يكن ذكرا مشينا لشخصياتهم بناءا على قوائمهم السوداء في المنطقة .
ثالثا : بناءا على السببين الآنفين الذكر لابد من أن يتكون سبب ثالث وهو السباق نحو الأفضل بل الأمر أكبر من ذلك فالحقد وحب النفوذ كانا سيدين في هذا الصراع فإن مهرجانا للسلام في منطقة معزولة عن الأنظار السياسية والإقتصادية والتنموية يقوم به زعيم جماعة تحمل سلاحا ضد الكولونيل والنائب لكونهم الابنين المدللين للسلطات المالية في المنطقة أمر في غاية الإجرام بزعمهما .
ولكن لماذا لا نسأل كل من الكولونيل والنائب بأي طريقة وصلا إلى هذه المناصب ؟!!
أليس بأصوات تلك الحشود التي تزدحم في تلك البقعة المنسية لمناشدة حق من حقوقها ؟!!
أليس من الأحرى والأجدى أن يكونا الأيادي الأمينة.. وسفراء الكلام.. ونواب عن تلك الشعوب المهضومة حقوقهم ؟!!!
أم أنهما تناسو ذلك كله وأصبح الأمر مغاير فهم في مناصب مرموقة لا تخضع لهذه التسائلات ؟ ولن تخدش مصالحها بسببهم !!!
وأخيرا فإننا بحاجة إلى كولونيلا يخدم المنطقة ولا يهدمها ، وإلى نائب في البرلمان يدافع عن المنطقة لا ينهبها ، على أقل مطلب نحتاح إلى قائد يقود جهودنا مثل ما فعل قائد الفصيل السيد / أكليكنن أغ سليمان حيث لم يكتفي بحمل السلاح والتضحية لمصلحة المنطقة بل حملها إلى خارج النطاق إلى الزعيم الليبي ورئيس الإتحاد الإفريقي القائد معمر القذافي ولم تكن تلك آخر محطاته بل ناشد دول الجوار بما فيهم المغرب والدول الحدودية لحضور ورعاية هذه الجهود المتمثلة في إتفاقية سلام شامل لحل الأزمة الأزوادية من خلال التلبية لمطالبهم وأبسط حقوقهم اللازمة وهي تنمية المنطقة وليس هذا مطلبا لقائد الفصيل بل لجميع أهالي المنطقة وأكبر دليل على ذلك توافدهم المستمر بالعشرات والمئات إلى قلب الحدث والمستمر إلى يومنا هذا .
الخميس، ١٦ أبريل ٢٠٠٩
هل العدو منا أو منهم ؟!!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 شــارك بـرأيــك:
إرسال تعليق